قوله تعالى: {وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا} بسطناها على وجه الماء، يقال: إنها مسيرة خمسمائة سنة في مثلها دحيت من تحت الكعبة {وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} جبالا ثوابت، وقد كانت الأرض تميد إلى أن أرساها الله بالجبال {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا} أي: في الأرض {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} مقدَّر معلوم.وقيل: يعني في الجبال، وهي جواهر من الذهب والفضة والحديد والنحاس وغيرها، حتى الزرنيخ والكحل كل ذلك يوزن وزنًا.وقال ابن زيد: هي الأشياء التي توزن وزنًا.{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} جمع معيشة، قيل: أراد بها المطاعم والمشارب والملابس وهي ما يعيش به الآدمي في الدنيا {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} أي: جعلنا فيها من لستم له برازقين من الدوابِّ والأنعام، أي: جعلناها لكم وكفيناكم رزقها، و{من} في الآية بمعنى ما كقوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ} [النور- 45].وقيل: {من} في موضعها؛ لأنه أراد المماليك مع الدواب.وقيل: {من} في محل الخفض عطفًا على الكاف والميم في {لكم}.